غالباً مايتأثر سلوك الطفل بملاحظة سلوك الأفراد الآخرين ، فالطفل يتعلم العديد من الأنماط السلوكية مرغوبة كانت أو غير مرغوبة ، من خلال ملاحظة الآخرين وتقليدهم .
ويسمى التغيير في سلوك الطفل الذي ينتج عن ملاحظته لسلوك الآخرين بالنمذجة
(Modelning ) .
كذلك تسمى عملية التعلم هذه بتسميات مختلفة منها :
{ التعلم بالملاحظة ، التعلم الاجتماعي ، التقليد ، التعلم المتبادل } .
ولقد ذكر القران الكريم مثالاً يبين لنا كيف يتعلم الانسان عن طريق التقليد ، وذلك حينما قتل قابيل أخاه هابيل ، ولم يعرف كيف يتصرف في جثة أخيه ، فبعث الله تعالى له غراباً ينبش في الأرض ليدفن غراباً ميتاً ، فتعلم منه كيف يواري جثة أخيه .
قال تعالى :
ومن المهم جداً معرفة أن وظائف النمذجة أو التقليد لا تقتصر على اكتساب سلوكيات جديدة لم تكن موجودة من قبل ، أو تعديل السلوك القديم ، بل يمكن تعليم السلوك الاجتماعي الجيد من خلال المراقبة لحالات متنوعة .
لذا يجب ان نكون منتبهين دائماً إلى أهمية تقديم نماذج من السلوك المرغوب لأن الأطفال يتأثرون بما يشاهدون .
فمثلاً يتعلم الطفل حب القراءة ويهتم بها اذا شاهد والده يقرأ كثيراً في المنزل .
فوائد النمذجة
اكساب الطفل سلوكيات جديدة لم تكن موجودة لديل من قبل .
تؤدي النمذجة الى تقليل أو زيادة السلوكيات الموجودة أصلاً لدى الطفل
أنواع النمذجة
النمذجة الحية :
يقوم النموذج بتأدية السلوكات المستهدفه بوجود الطفل ، وهذا النوع من النمذجة لا يطلب من الطفل تأدية سلوكات النموذج وانما مجرد مراقبتها فقط .
النمذجة المصورة :
يقوم الطفل بمشاهدة سلوك النموذج من خلال الأفلام أو أي وسائل أخرى .
النمذجة من خلال المشاركة :
يقوم الطفل بمراقبة نموذج حي أولاً ثم يقوم بتأدية الاستجابة بمساعدة وتشجيع النموذج ، وأخيراً فإنه يؤدي الاستجابة بمفرده .
ويلعب النموذج الحي دوراً مهماً للأطفال المعاقين عقلياً بوجه خاص .
لذا .. يجب على الأبوين أن يحسنا سلوكهما ويحرصا على إنتقاء الألفاظ بدقة ، وأن يحرصا على آداب السلوك لأن الأطفال سيقلدون الوالدين ، ويتعلم الأطفال السلوك الذي يرونه أكثر من الذي يسمعونه عن طريق النموذج مع تقديم الايماءات والإيحاءات للطفل .
والطفل المعوق عقلياً
يحب التقليد ويجد متعة كبيرة في ذلك ، وعن طريق التقليد يتعلم الطفل الكثير ، وهو يحتاج للتقليد والنمذجة أكثر من غيره .
لذا .. يجب على المعلم أن يقوم بالسلوك أمام الطفل بشكل واضح وببطء وبشكل متكرر حتى يستطيع أن يعيده ويقلده ، مع منح تعزيز على كل جزء من الأداء الصحيح الذي ينجح في القيام به كنوع من التعزيز والتدعيم الايجابي المباشر .
العوامل التي تزيدمن فعالية النمذجة
انتباه الطفل للنموذج .
دافعية الطفل .
مقدرة الطفل الجسمية على تقليد سلوك النموذج .
مقدرة الطفل على الاستمرار بتأدية السلوك بعد اكتسابه .
كتبه ولخصه / معلم طموح
وللأمانة فقد تم الاستعانة بالمراجع التالية :
تعديل السلوك الإنساني
للأستاذ الدكتور / جمال الخطيب
تعديل السلوك
للدكتور / قحطان أحمد الظاهر
الإعاقة العقلية
للأستاذة الدكتورة / خولة أحمد يحي ... والدكتورة / ماجدة السيد عبيد
علم النفس التربوي في ضوء الاسلام
للدكتورة / فادية كامل .. والدكتور / على أحمد .. والدكتور / عبدالعزيز محمد
التعلم أسسه وتطبيقاته
للأستاذ الدكتور / رجاء محمود أبوعلام